تناول رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، محمد
سرميني، مستقبل العلاقات التركية مع النظام السوري في سلسلة تغريدات توضح حقيقة توجه
تركيا للمسار الجديد في إعادة العلاقات السياسية مع النظام في سورية، وتستشرف بشكل
منهجي ما ستصل إليه محادثات هذا المسار، وآثار ذلك على الخريطة السورية والفاعلين فيها.
وقال سرميني في تغريداته عبر حسابه على تويتر : بالتأكيد
فإن توجه العدالة والتنمية التركي لرفع مستوى التواصل مع النظام السوري من المستوى
الأمني إلى المستوى السياسي لا يقتصر على سحب أوراق تفاوضية من المعارضة التركية أو
الاستجابة لمطالب روسيا وإنما هناك مصالح تركية لا يمكن ضمانها إلا بمفاوضات وتفاهمات
مباشرة مع النظام.
وتابع سرميني: وفي الوقت نفسه فإن الهدف الرئيسي الذي تريد
تركيا ضمانه وهو توسيع اتفاقية أضنة بشكل قانوني لتشمل 30 كم لن يكون سهلاً، حيث وإن
ساهمت روسيا في ذلك، فإن النظام يشترط سيطرته على كامل الخريطة السورية، فضلاً عن ضغوطات
إيران التي تمنع النظام من الموافقة على أي تعديل لصالح تركيا.
ويتابع سرميني: وفضلاً عن الموقف الروسي والإيراني؛ فإن الأهم
في رسم الموقف الدولي هو الموقف الأمريكي ثم مواقف بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي،
وباقي الفاعلين الدوليين، والموقف الدولي تأخذه تركيا بعين الاعتبار، ولذلك فهي تنص
على أن المسار الجديد ملتزم بالمسار السياسي والقرار الأممي 2254.
سرميني رأى أنّ شكل الخريطة السورية الحالية وتوازع النفوذ
فيها هو قرار توافقي بين قوى إقليمية ودولية، ومن الصعب تغيير ما تم التوافق عليه دون
وجود توافق دولي وإقليمي حول هذا التغيير.
وأضاف : أي حل لتغيير الخريطة أو لإنهاء المأساة وعودة اللاجئين
لا يستطيع طرف بمفرده أن يتخذ قراره.
كما أشار إلى أنّ مخاوف السوريين في شمال سورية وكذلك السوريين
في تركيا هي مخاوف مشروعة؛ بسبب شعورهم بغياب الحرص على مصالحهم ومعالجة مخاوفهم ممن
يدّعي تمثيلهم سياسياً وعسكرياً ومدنياً، ومن الذين يقدمون أنفسهم ضامنين لهم ومحافظين
على مصالحهم، وحمايتهم من إرهاب النظام المجرم.
غير أنّ سرميني توقّع أن تغيّر المفاوضات من الكثير من
الوقائع على الأرض، وقال : على الأرجح؛ فلا يتوقع أن تغير المفاوضات الجديدة الكثير
على الأرض، فالتجارب السابقة تثبت عبثية أي خطوة مع النظام سواءً كانت على مستوى قوى
محلية أو على مستوى دول، ومثال ذلك مازال حاضراً في درعا، حيث الحلول الأمنية مازالت
تمنع أي محاولة للاستقرار أو عودة اللاجئين.
سرميني أضاف : النظام السوري غير قابل لأن يغيّر سلوكه، أو
أن يتخلّى عن عمل العصابات ويصبح دولة تساهم في أمن المنطقة، ولا يمكن أن يسهل عودة
اللاجئين أو يضمن أمانهم.
وختم سرميني تغريداته بالقول : ربما تتواصل بعض الدول مع
النظام لتخفيف شروره وتهديداته المدعومة من روسيا وإيران، مع علم هذه الدول بأنه نظام
غير قابل للإصلاح.