اعتبر مفي ليبيا الشيخ
الدكتور صادق الغرياتي في مقابلة مع قناة "التناصح" أنّ موت الناس في
غزة جوعا مع وجود من يقدر أن يرفع ذلك عنهم من المسلمين وبخاصة الحكام في بلاد
العرب والمسلمين يحملهم المسؤولية عن كل من يموت جوعا وعطشا إذا لم يقوموا بالحد
الأدنى الذي يجب عليهم القيام به.
وأضاف المفتي الغرياني: الحد
الأدنى الذي يجب على الحكام أن يقوموا به لفك الحصار عن أهل غزة أن يقوموا بما
يقومون به عند الاعتداء على حكمهم في بلدانهم في شأنٍ أقلّ من هذا.
وأشار إلى أنّه: هم إذا حصل
لهم شيء مما يعدونه تهاونا بشأنهم لا يترددون في استدعاء السفراء ومراجعة
الاتفاقيات الاقتصادية والدولية مع الدول التي قللت من شأنهم.
وأكّد المفتي الغرياني على
أنّه إذا لم يقوموا بهذا الحد الأدنى وقوفا مع أهل غزة لفك الحصار عنهم فكل ما
يحصل من التلف في الأنفس والممتلكات في غزة بسبب الحصار هو في ضمانهم وفي أعناقهم،
يُسألون عنه بين يدي الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمُ
اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ ألِيمٌ، رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنِ ابْنِ
السَّبِيلِ...)، قال القاضي عياض: لأنه بمنعه يعرضه للهلاك فأشبه قاتله.
وأضاف: الواجب على أهل العلم أينما حلوا في بلاد الإسلام
الوفاء بما أخذه الله عليهم من الميثاق في قوله (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) وأن
يحذروا الكتمان الذي توعدهم الله عليه في قوله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا
أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ
فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
وشدّد المفتي الغرياني على أنّ واجب الوقت يدعوا العلماء في بلاد الإسلام كافة ألا
تأخذهم لومة لائم في الدعوة في دروسهم وخطبهم ومجالسهم العلمية إلى الجهاد بالنفس
والمال، ومقاطعة منتجات الأعداء في أسواقهم، وتحميل المسلمين محكومين وحكاما
مسؤولية خذلان أهل عزة وتقصيرهم في نصرتهم ونصرة فلسطين.
وأشار إلى أنّ من وجبت عليه مواساة لمحتاج لطعام أو ماء أو دواء أو
خيط لجرح فمنعه ومات صاحب الحاجة، فعليه الدية إن فعل ذلك متأولا، وإن كان متعمدا
فاستظهر بعض أهل العلم وجوب القصاص منه.