عاشت الضاحية الجنوبية لبيروت
ومعها العاصمة ليلة حالكة تعرّضت خلالها لسيل من غارات الطائرات الحربية
الإسرائيلية التي استهدفت المباني والمجمعات السكنية بذريعة احتوائها على مخازن
أسلحة لحزب الله، وتركّزت الغارات بشكل أساسي على حي الليلكي، المريجة، الكفاءات،
برج البراجنة، محيط الحدث، وطال بعضها حي لأجنحة الخمسة المحاذي لمدينة الشويفات
بمعدل غارة كل خمس دقائق تقريباً وبلغ عدد الغارات التي تعرّضت لها الضاحية أكثر
من خمسين غارة اعتباراً من الساعات الأولى لفجر اليوم السبت.
وسبق الغارات الكثيفة على
الضاحية بيان أعلنه الناطق باسم قوات الاحتلال حيث طلب من السكان المدنيين إخلاء
المباني في منطقة الليلكي وميحط الحدث خلال ساعة قبل أن تقوم الطائرات بالإغارة
عليها، وزعم الناطق الإسرائيلي أنّ هذه المباني يستخدمها حزب الله لتخزين أنواع
معيّنة من الأسلحة.
كما كان سبق ذلك عند الساعة
السادسة والدقيقة العشرين من مساء أمس قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بالإغارة
على منطقة حارة حريك مستهدفة المقر الرئيسي لحزب الله بحسب ما قالت قوات الاحتلال
التي كشفت أنّ الغارة استهدفت اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، وزعمت أنّه
كان يعقد اجتماعاً في المقر، وأنّ الغارة جاءت بعد وصول معلومة أنّه حضر إلى
المكان، غير أنّ قوات الاحتلال لم تؤكّد أو تنفي نجاح عملية الاغتيال أو فشلها.
فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المستوى السياسي والأمني في الحكومة
الإسرائيلية اتخذ قرار اغتيال نصر الله يوم الاثنين الماضي.
من جهته اعتصم حزب الله
بالصمت حيال الغارة على حارة حريك، فلم يؤكّد ولم ينف خبر اغتيال نصرالله، فيما
نقلت وكالة تسنيم الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني عن مصادر أمنية
لبنانية أنّ نصرالله في مكان آمن.
إلى ذلك ردّ حزب الله على
الغارة على حارة حريك بقصف مدينة صفد ومواقع عسكرية إسرائيلية أخرى في بعض
المستوطنات في الجليل الأعلى والأسفل بصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2.
كما أطلق حزب الله فجر اليوم
السبت صلية صاروخية كبيرة باتجاه منقطة صفد ومحيطها.
هذا وشنّت الطائرات الحربية
الإسرائيلية غارات مماثلة على مناطق واسعة في منطقة صور وبقية الجنوب كما طالت
الغارات منطقة بعلبك والهرمل.