أطلّ نائب الأمين العام لحزب
الله، الشيخ نعيم قاسم، في رسالة متلفزة هي أول إطلالة لمسؤول في الحزب بعد اغتيال
الأمين العام السابق، حسن نصرالله، وأكّد الشيخ قاسم في كلمته التي توجّه بها إلى
جمهور الحزب وبيئته، وإلى عموم اللبنانيين، وإلى الاحتلال الإسرائيلي، أكّد على
جملة مواقف، وأوضح عدة مسائل.
فقد أوضح الشيخ قاسم أنّ
الذين استشهدوا مع السيد نصرالله هم عميد في الحرس الثوري الإيراني، والقائد على
كركي، والحرس الخاص للسيد نصرالله، وليس كما زعم إعلام الاحتلال أنّه كان هناك
اجتماع فيه عشرون من القادة.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ
بنية الحزب الإدارية والتنظيمية جرى ترميمها وجرى ترفيع البدلائل إلى المواقع التي
شغرت بفعل الاغتيالات، كما شدّد على أنّه سيجري انتخاب أمين عام جديد وفق الآليات
المعمول بها في الحزب وفي أقرب وقت.
الشيخ قاسم أوضح أنّ الاحتلال
كان يريد أن يفكّك منظومة التحكم والسيطرة ولكنّه فشل في ذلك وهي ما زالت تعمل كما
كانت تعمل في ظلّ وجود نصرالله. كما كشف أنّ من أهداف العدوان على المدنيين
وارتكاب المجازر بحقّهم فكّ الارتباط وإيجاد شرخ بين المقاومة وبيئتها وأكّد على
أنّ جمهور وبيئة المقاومة لن يتخلّى عنها.
وفي رسالته للاحتلال أكّد
الشيخ قاسم أنّ الحزب ماض في دعم المقاومة في غزة وفي الدفاع عن لبنان، وأنّ
الميدان أثبت ذلك، وأنّه ينتظر اللحظة التي يلتحم فيها المقاتلون بالعدو في
المعركة البريّة.
وفي رسالة لبنانية ثانية وبعد
انتهاء كلمة الشيخ قاسم بوقت قصير، صرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي،
من عين التينة حيث كان يلتقي رئيس المجلس النيابي، نبيه برّي، أنّ لبنان ملتزم
بالمقترح الذي تقدّمت به مجموعة من الدولة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية
لوقف إطلاق النار، ومستعد لنشر الجيش في منطقة جنوب الليطاني والقيام بالمهام
الموكلة إليها، والشروع فور وقف إطلاق النار ببحث سبل تطبيق القرار1701، كما أكّد
أنّه جرى الاتفاق على عقد جلسة لمجلس النواب فور وقف إطلاق النار لانتخاب رئيس
توافقي للجمهورية وليس رئيس تحدّي.
وفي قراءة للرسالتين شكلاً
ومضموناً رأى بعض المراقبين والمحلّلين أنّ لبنان قدّم ظهر الاثنين ورقة أو رسالة
واحدة ولكن مجزّأة إلى قسمين. قسم تولاه الشيخ قاسم الذي أكد على إمكانية وقرار
الاستمرار في المواجهة إذا أصرّت إسرائيل على الحرب، وقسم آخر تولاه الرئيس ميقاتي
قدّم فيه رؤية للحلّ واكّد فيه على انفتاح لبنان على الحلّ ووقف النار، وأكّد
هؤلاء المراقبون على أنّ حزب الله موافق ضمناً على ما صرّح به ميقاتي.