أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران
باسيل رفضه للاحتلال الاسرائيلي كما رفض التيار الوصاية السورية في 13 تشرين 1990.
ودعا باسيل مجدّدا لموقف لبناني جامع بمشهد جامع يعلن عن
وقف النار من جانب لبنان. وأوضح أن ذلك ليس ابداً تسهيلاً لاحتلال إسرائيلي لأي
ارض لبنانية، بل لتعرية العدو ومنعه من محاولة احتلال الأرض، مشيراً إلى ان مخطّط
اسرائيل لم يتبدّل منذ وقت انشائها. وتابع: عقيدتها المستمدّة من الاسطورة بغطاء
الدين، عنوانها اسرائيل الكبرى التي تجمع شتات اليهود من الغرب والشرق تحت اسم
الشعب المختار وتحتل أرض غيرها تحت اسم ارض الميعاد الممتدّة من النيل الى الفرات
وتأخذ في طريقها قسمًا من لبنان. لهذا وبغض النظر عن "اعتراضنا" الكبير
على وحدة الساحات وفشلها، وعن حرب الاسناد وعدم فعاليتها بعدما صار لبنان بحاجة
للاسناد، نحن اليوم في قلب المعركة لمنع العدو الاسرائيلي من احتلال
"ارضنا" مجدداً".
واكد باسيل ان اسرائيل لا تستهدف حزب الله وحده بل كل
لبنان بأرضه وشعبه، ورأى أن اخطر ما تقوم به اسرائيل في هذه هو التدمير الممنهج
للمباني والتهجير المنظّم للأهالي، بشكل لا يسمح لهم بالعودة قريباً. وأوضح:
اسرائيل متخصّصة بعمليات الترانسفير السكاني، وسبق انها مارسته بإتقان ضد
الفلسطينيين من عام 1948 وصولاً لغزّة اليوم والضفة غدًا، وهذا الترانسفير تطلقه
ايضًا ضد اللبنانيين وتحديداً الشيعة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية،
لتدفعهم باتجاه جبل لبنان والشمال وسوريا وصولاً للعراق وايران. وشدد على أن عملية
افراغ لبنان من الشيعة هي مؤامرة لافقاده أحد مكوّناته التأسيسية وهي بالتالي ضرب
لوجوده، ولفت الى ان ذلك لا يعني فقط تمزيق النسيج المجتمعي اللبناني المتنوع
والغني، انما التحضير لفوضى داخلية والدفع لفتنة مذهبية وصولاً لحربٍ اهلية، فأي
محاولة لعزل الطائفة الشيعية واستهدافها واستضعافها هو تخريب للبنان وضرب لكل مكوّنات
شعبه".
وحذّر من التورّط بمخطّطات تهدف إلى فرز اللبنانيين
وتقسيم وطنهم وضرب وحدتهم. وقال: فهذا مبتغى اسرائيل، التي تعتبر النموذج اللبناني
نقيضًا لأحاديّتها وتهديد لوجودها، وهي تريد ان تحيط نفسها بدويلات طائفية
متناحرة، في سوريا والعراق ولبنان وهذا مشروعها من سنة 75. وأكد باسيل انه من
الواجب مواجهة المشروع بالحفاظ على صيغة لبنان الموحّد والمتنوّع وبالتصدّي
للترانسفير الديمغرافي وباحتضان شعبنا المهجّر من ارضه الى ان يعود إليها بأمان.