تحركات انتخابية وبحث تحالفات في دائرة الشوف
كانون الأول 01, 2021

يبدو أن جهود معظم الأطراف والقوى السياسية باتت منصبّة بشكل كبير على الاستحقاق الانتخابي خاصة وأنّ الجميع يدرك أنّ الانتخابات آتية سواء في آخر آذار أو في منتصف أيّار، وأنّ الوقت بدأ يضيق على الجميع، ولا بدّ من التحرك لناحية تسمية المرشحين ولناحية عقد التحالفات الانتخابية.

قضاء الشوف من الدوائر الانتخابية التي بدأت تتحرك فيه القوى السياسية والشخصيات الناشطة خاصة وأنّ هذه الدائرة شهدت في الاستحقاق الماضي في العام 2018 تنافساً ومعركة انتخابية ليست سهلة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية نشطت حركة القوى السياسية والشخصيات الطامحة للوصول إلى المجلس النيابي، وكان أبرز تلك الانشطة اللقاء الحزبي الذي عقده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لمحازبي الاشتراكي في مزبود، هذا فضلاً عن أنشطة وحراك انتخابي على مستوى كل بلدات الشوف ومن قبل كل الأطراف والقوى السياسية.

على صعيد التحالفات المتوقعة في هذا الاستحقاق يبدو أنّ الحزب التقدمي الاشتراكي أبرم تحالفه مع القوات اللبنانية في هذه الدائرة وهو ما أشار إليه النائب وائل أبو فاعور سابقاً وضمّنه النائب بلال عبد الله العديد من تصريحاته، غير أنّ ادخال المستقبل في هذا التحالف لم يُحسم بعد إذ أنّ أجواء المستقبل الحالية لا تشبه تلك الأجواء التي كانت سائدة في العام 2018، فهناك خوف من انقسام القاعدة الجماهيرية للمستقبل بحيث يذهب بعضها باتجاه بهاء الحريري الذي دخل على الخط من خلال إطلاق أنشطة في منطقة إقليم الخروب تحت مسمّى "سوا للبنان"، وهو ما يجعل كلاً من الاشتراكي والقوات يفتشان عن بديل في الإقليم وهنا تتجه الأنظار نحو الجماعة الإسلامية حيث تُعد قوة شعبية مؤثرة لا تقلّ حجماً عن المستقبل، وتبدي أوساط اشتراكية رغبة ضمنية في أن يتم التوافق بين الجماعة والمستقبل في الإقليم على مرشح واحد يكون من نصيب الجماعة لضمان الفوز بأغلبية مقاعد الدائرة، غير أنّ هذه القناعة لم تكتمل بعد عند المستقبل لغاية الساعة، وهو قد دخل في مفاوضات ومباحثات مع الجماعة على مستوى لبنان للتنسيق والتحالف على مجموعة من المقاعد السنّية. وفي هذا الإطار أيضاً نقلت أوساط "شوفية" عن نائب القوات اللبنانية في الدائرة النائب جورج عدوان عدم معارضته أن تكون الجماعة من ضمن التحالف بدل المستقبل إذا جرى التفاهم والاتفاق بين الطرفين على ذلك.

في المقلب الآخر يبدو أنّ التحالفات ستعيد رسم نفسها حيث من المتوقع أن يعود التيار الوطني والحزب الديمقراطي اللبناني إلى التحالف في هذه الدائرة، غير أنّ هناك إشكالية حول إدخال الوزير السابق وئام وهّاب في هذا التحالف بالنظر إلى حسابات لها علاقة بالحزب الديمقراطي.

كما من المنتظر أن يجتمع ناشطو الحراك المدني في هذه الدائرة ويشكلوا لائحة تضمهم إلى حزب الكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار ويجري العمل أيضاً على ضم جزء من اليساريين إلى هذه اللائحة تحت عنوان مواجهة لائحة لو لوائح السلطة.

 أمّا على صعيد الترشيحات فإنّها لم تُحسم بعد عند أغلب الأطراف السياسية باستثناء الشخصيات البارزة والأساسية كالنائب تيمور جنبلاط، وفيما عدا ذلك فإنّ أيّاً من القوى السياسية لم يحسم بعد أسماء المرشحين بشكل نهائي.

هي منطقة ودائرة مهمّة ستشهد تحدّياً ومعركة انتخابية ليست سهلة على أيّ من الأطراف، ولكن التحالفات فيها سيكون لها جزء كبير من حسم نتائج المعركة وتحديد الأطراف الفائزة.