وساطة صينية تنهي القطيعة بين إيران والسعودية .. وواشنطن تشكّك
آذار 11, 2023

أنهت وساطة صينية القطيعة بين إيران والمملكة العربية السعودية والتي استمرّت سبع سنوات، وأُعلن في بكين أمس عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، وجاء في بيان ثلاثي مشترك أصدرته وزارة الخارجية الصينية أن كبار مسؤولي الأمن من السعودية وإيران أجروا محادثات لم يعلن عنها في بكين واستمرت من السادس إلى العاشر من مارس/ آذار. وأضاف البيان إنّ الأطراف الثلاثة أكّدت على استعدادها لبذل "كل جهد ممكن" لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وجاءت الوساطة الصينية بعد زيارة قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض في وقت سابق، وبعد استقباله في بكين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وشارك في المباحثات التي أفضت إلى اتفاق، علي شمخاني عن الجانب الإيراني وهو أمين المجلس القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وهو مستشار الأمن القومي السعودي.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، علّق مساء الجمعة، على إبرام الاتفاق فاعتبر عبر تويتر إنّ إبرام بلاده اتفاقية لاستئناف العلاقات مع إيران "تفضيل للحل السياسي والحوار".

وأضاف في تغريدة على "تويتر": "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة"، وتابع "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

وفي المواقف الدولية شكّكت الولايات المتحدة الأمريكية بالتزام إيران بالاتفاق وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، وفق ما أوردته "فرانس برس"، "نحن نرحب" بالاتفاق الدبلوماسي، مضيفاً أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".

بدورها رحبت الخارجية التركية باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، وقالت في بيان، "نهنئ إيران والمملكة العربية السعودية على هذه الخطوة المهمة، التي تم اتخاذها تماشياً مع عملية التقارب والتطبيع التي سادت منطقة الشرق الأوسط منذ فترة، ونعتقد أن هذا التقدم في العلاقات بين البلدين من شأنه أن يسهم إسهاماً كبيراً في الأمن والاستقرار، وازدهار منطقتنا".

خليجياً، رحب مجلس التعاون الخليجي باتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية. كما أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن ترحيبها بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.

لبنانياً رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بالاتفاق، وقال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب: إنّ الاتفاق سيترك "أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة".

كما رحّب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بالاتفاق وقال في كلمة له: "الاتفاق السعودي - الإيراني إذا سار في المسار الطبيعي سيفتح آفاقاً في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان".

يُذكر أنّ البيان الذي تضمّن الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم يتطرّق إلى مضمون الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه، والذي بموجبه تمّ استئناف العلاقات الدبلوماسية.