هجمة مرتدّة من أحد مقرّبي الحريري على عكاظ
أيار 05, 2022

نشرت صحيفة عكاظ السعودية اليوم الخميس مقالاً باسم محمد الساعد تهجّم فيه بشكل واسع وكبير على الرئيس سعد الحريري، واتهمه بالعمل لصالح محور إيران في المنطقة وضد مصلحة بلده لبنان وطائفته السنّة، وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحريري "التحى كما الإيرانيين، ولم يبقَ إلا أن يخلع «الكرافتة»، ليكون أقرب إلى «منتظري»، صحيح أن تلك رمزيات في السياسة، إلا أنها تعطي انطباعاً عن «تشيّع سياسي» بدأت تظهر آثاره في تصرفات سعد...

الصحيفة اتهمت سعد بالفشل السياسي والاقتصادي والمسؤولية عن الانهيار وذلك على خلفية تعليق عمله السياسية والإيحاء لجمهوره بمقاطعة الانتخابات النيابية وعدم الاقتراع مع العلم أنّ الرئيس الحريري لم يدع في أي تصريح له إلى مقاطعة الانتخابات بل جل ما قام به أنّه طلب من قيادات المستقبل عدم الترشّح. وزعمت الصحيفة أن الحريري يعمل على تشتيت الأصوات السنيّة، والامتناع عن التصويت -في الانتخابات القادمة- وأنّ ذلك يعني ذهاب المقاعد السنية لحلفاء حزب الله، العدو التاريخي ليس للسنّة فقط بل للبنانيين جميعاً الذين وثقوا في سعد ذات يوم. كما اتتهمته بالتحالف مع حزب الله والرئيس نبيه برّي والتيار العوني.

كما قالت الصحيفة إنّ سعد الحريري في أدائه السياسي يعامل خصومه بأفضل مما يعامل حلفاءه، كما أنه حين ينتصر يتصرف كمهزوم، وإذا هزم يتصرف كمذبوح، وهو فاشل وضعيف جداً في المفاوضات السياسية، والدليل أنه أوصل عون لرئاسة الجمهورية دون أن يحقق أي شيء لصالح قضيته الشخصية أو لصالح الدولة اللبنانية.

وأضافت : أعطى سعد شرعية لسلاح قاتل أبيه (حزب الله) بلا مقابل مطلقاً، كما أنه لا يستخدم أوراق القوة عنده لصالح خياراته السياسية، ومن أوراق القوة لديه جمهوره «اللبناني» العريض الذي نزل إلى الشوارع والذي يبدو أنه خسره بلا رجعة.

وقالت الصحيفة إن سعد الحريري خسر جمهوره السنّي بعد خسارة الجمهور اللبناني، وقالت إنّ على سعد الحريري أن يعود إلى 2005 – 2010 ممثلاً لسياسات وأمنيات وأحلام القوى التي التفت حوله، وأن يؤمن بأن حزب الله وعون ومن لف لفهم في حاجة إليه وليس هو من يحتاجهم، وأن يتصرف كرجل دولة لبناني لا كأسير حرب عند حزب الله وعون، وأن يحافظ على الموقع السنّي الأول ولا يفرط في وحدته وهيبته لصالح القوى الإيرانية أو الطوائف الأخرى بسبب نزواته أو كيده، وأن يواجه المشروع الإيراني وأتباعه وأدواته ليس لأن ذلك مصلحة سعودية، بل لأن في ذلك مصلحة شخصية له ولوطنه لبنان، وأن القوة لا تعني: «أنا.. أو لا أحد غيري»، وأن يعيد لبنان إلى هويته العربية فلا استتباع إيرانياً، وأن سياسة النأي بالنفس -التي يدعيها- لا تنطبق على الصراع «العربي – الإيراني».

وفي مقابل ذلك علّق أحد المحسوبين من المقربين من الرئيس الحريري على المقال فأشار إلى أنّ ذلك إقرار شبه رسمي من السعودية بأنّ الحريري ما زال الرقم الصعب في لبنان، وأنّ كل محاولات إقصائه وعزله فشلت وأنّ الذين عوّلت عليهم المملكة في الشارع اللبناني ظهر حجمهم وقلّة حيلتهم وأنّ السعودية ما كانت لتشنّ عبر صحيفة عكاظ هذه الهجمة على الحريري لولا استشعارها الفشل في مقاربة الملف اللبناني ولولا غضبها من أنّ الرئيس الحريري لم ينجر مع بعض المغامرات التي كان يمكن أن تدخل لبنان في أتون فتنة يدفع ثمنها السنّة الذين تدافع عنهم عكاظ قبل غيرهم لأنّ ما جرى للسنّة في سوريا خير شاهد على مؤامرات بعض الدول التي أطاحت بهم قبل أن يطيح بهم النظام السوري، وأكّد هذا المقرب أنّ أهم ما يسجّل للرئيس الحريري أنّه سار على خطى والده في منع الفتنة بين اللبنانيين حتى لا يعود لبنان إلى أجواء الحرب الأهلية التي يريدها البعض من أجل تصفية حسابات خاصة به على حساب دماء اللبنانيين. وختم المقرب : بعد هذا الهجوم وصل للرئيس الحريري حقه وظهر أمام الدنيا كلّها أنّه العامل المخلص لمصلحة لبنان ورجل الدولة الذي لا يخضع ولا يتاجر بدماء أبنائه.

رابط مقال عكاظ 

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2104333