تمّ يوم الأحد الشروع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في
قطاع غزة اعتباراً من الساعة 11.15 ظهراً، فغابت الطائرات الإسرائلية عن سماء غزة،
وتوقفت المدفعية عن قصف أحياء القطاع، فيما خرج الغزّيون إلى الشوراع محتفلين
بانتهاء الحرب وعدم الخضوع لهيمنة الاحتلال وشروطه، بينما جرى تنفيذ تبادل الأسرى
اعتباراً من الساعة الخامسة بعد العصر.
فقد وصلت سيّارات دفع رباعي بيضاء اللون تقلّ عناصر
ومقاتلي كتائب القسّام إلى ساحة السراي في مدينة غزة، حيث نفّذوا انتشاراً في
الساحة ومحيطها لتأمين عملية التبادل، وما هي إلا لحظات ووصلت سيارات الصليب الأحمر
الدولية ومن ثمّ وصلت سيّارات أخرى للقسّام أقلّت عدداّ من عنصار وحدة الظلّ
وثلاث أسيرات إسرائيليات إلى ساحة السراي وسط صيحات وتكبيرات أعداد غفيرة من
الشبّان الفلسطينيين الذين حضروا إلى الساحة فور سماعهم ومعرفتهم بالتبادل، وقد
حال عناصر القسّام دون وصول الحشود الغفيرة إلى الأسيرات المفرج عنهن.
هذا وقد حملت عملية تبادل الأسرى العديد من الرسائل
والإجابات على الكثير من الأسئلة المطروحة، وأبرزها:
فقد أكّدت صور التبادل وانتشار مقاتلي القسّام بالزّي
العسكري والعتاد الكامل والتنسيق بين المقاتلين أنّ القسّام ما زالت تحتفظ بقوتها
على الرغم من الحرب التي تواصلت لمدة 15 شهراً.
كما أكّدت الصور أنّ القسّام ما زالت تحتفظ بالبيئة
الحاضنة التي تماهت معها بشكل منقطع النظير لناحية الاحتفال بالعناصر والهتاف
للكتائب والتأكيد على عدم التفريط بالمقاومة، حتّى أنّ الشبّان الذين كانوا في
ساحة السراي كادوا يحملون سيّارات القسّام على أكتافهم.
كما أكّدت الصور أنّ القسّام ما زالت تحتفظ بالسيادة
والسيطرة والتحكّم وأجابت بذلك القسّام وحماس عن اليوم التالي لوقف إطلاق النار في
غزة.
تجدر الإشارة إلى أنّ عناصر الشرطة والداخلية في حكومة غزّة نفّذت أيضاً انتشاراً أمنياً في رفح وخان يونس وغزة وغيرها من مناطق القطاع بهدف تنظيم شؤون الناس ومنع السرقة والتعديّات في رسالة تؤكّد على أنّ القوى الأمنية والشرطية لحكومة غزة ما زالت تتمتّع بالتحكّم بالسيطرة على الأرض في غزة.
هذه المعاني وغيرها أكّدها أيضاً الناطق باسم القسّام، أبو عبيدة، في الإيجاز الذي قدّمه في رسالة مصوّرة ومسجلة بثتها حماس بعد عملية
إنجاز عملية التبادل الأولى.