الثنائي الشيعي من المقاطعة إلى الاشتراط
كانون الثاني 16, 2025

في استشارات رئيس الجمهورية النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة خرج الثنائي الشيعي يموقف لافت تحدّثا فيه عن انقلاب وغدر من دون أن يبوحا باسم المنقلب أو الغادر، وصرّحا بأنّ الحكومة تحتاج إلى ميثاقية، ولاحقاً أعلنا مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف نوّاف سلام تعبيراً عن حالة الغضب التي انتابتهما.

البعض أشار إلى أنّ غضب الثنائي توجه نحو الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على اعتبار أن اللقاء الديمقراطي الذي كان يرأسه جنبلاط الأب ويرأسه اليوم جنبلاط الابن سمّى نوّاف سلام لرئاسة الحكومة، وربما كان جبنلاط الأب قد وعد بتسمية ميقاتي للحكومة.

البعض يشير إلى أنّ غضب الثنائي اتجه نحو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على اعتبار أنّ اتفاقاً حصل بين هذه الأطراف على انتخاب اللواء الياس البيسري لرئاسة الجمهورية أو طوني قهوجي أو زياد بارود، غير أنّ باسيل اتجه وسمّى سلام لرئاسة الحكومة كردّ على الثنائي انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية.

البعض أشار إلى أنّ الثنائي وجّه غضبه وعتبه نحو السعودية التي تلقّى منها وعداً بتسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة مقابل انتخاب عون لرئاسة الجمهورية.

المهمّ أنّ الثنائي أمام ما حصل قرّر مقاطعة الاستشارات، ثم بعد ذلك تراجع وأشار إلى مقاطعة الاستشارات لا يعني مقاطعة الحكومة، ثم بعد ذلك انتقل إلى الاشتراط : نريد وزارات المالية، الصحة، الأشغال، والاتصالات من أجل المشاركة، وهذا أمر صعب على رئيس الحكومة المكلّف. هل يلبّي الرئيس سلام شروط الثنائي من أجل إطلاق عجلة الحكومة والعهد، أم يتراجع الثنائي ويقبل بالواقع وبحصة حكومة لا تكون أفضل من الحصّة التي بحوزتهما في حكومة ميقاتي؟!