أسدلت الستارة على نتائج انتخابات بيروت البلدية بشكل
شبه رسمي تقريباً، وأظهرت هذه النتائج فوز لائحة الأحزاب والسلطة التي انصوت في
إطار لائحة " بيروت بتجمعنا"، مع تسجيل خرق واحد من قبل لائحة
"بيروت بتحبّك" سجّله العميد محمود الجمل، مع تسجيل شبه خرق لمسألة
المناصفة في المجلس البلدي.
لقد انضوت أحزاب : القوات اللبنانية، الكتائب، التيار
الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل، التقدمي الاشتراكي، الطاشناق، الهاشناق، الحوار
(مخزومي) والأحباش ومناصرو النائب وضّاح الصادق على تناقضاتها في لائحة واحدة تحت
اسم "بيروت بتجمعنا".
بينما نافستها بشكل أساسي لائحة "بيروت
بتحبّك" التي كانت مدعومة من النائبين عماد الحوت ونبيل بدر وقوى وشخصيات
إسلامية ووطنية في مقدمها الجماعة الإسلامية في بيروت. إضافة إلى لائحة
"بيروت مدينتي" التي كانت مدعومة من النائب إبراهيم منيمنة والتغييريين.
أظهرت النتائج التي فازت بها لائحة "بيروت
بتجمعنا" أنّ الثنائي الشيعي (أمل-حزب الله) ضخّ للائحة قرابة عشرين ألف صوت
وفقاً لما أعلنته الماكينة الانتخابية للثنائي. بينم ضخّ الأحباش للائحة قرابة
عشرة آلاف صوت، فيكون مقدار ما ضخّه هذان الطرفان للائحة قرابة 30 ألف صوت.
وفيما سجّل الفائز الأول في الانتخابات البلدية حصوله
على قرابة 46 ألف صوت، فيكون حجم ما ضخّته القوى والأحزاب الأخرى (قوات، كتائب،
مخزومي، تيار وطني حر، إشتراكي، طاشناق وهاشناق وغيرهم) للائحة هو قرابة 15 ألف
صوت.
بينما نال الفائز من لائحة "بيروت بتحبّك"
العميد محمود الجمل قرابة 37 ألف صوت، في حين نال بعض زملائه في اللائحة أصوات قاربت
30 ألف صوت إلى 32 ألف صوت.
إنّ قراءة سريعة لنتائج انتخابات العاصمة تظهر أنّ
المزاج السنّي العام في العاصمة، وهو الناخب الأساسي فيها يميل بشكل واضح إلى
لائحة "بيروت بتحبّك" وليس إلى لائحة أحزاب السلطة المنضوية في لائحة
"بيروت بتجمعنا".
كما وأنّ هذه النتائج التي فازت فيها هذه الأحزاب
المتناقضة فيما بينها يؤكّد على أنّ هذه الفوز هو أقرب إلى طعم الهزيمة منه إلى
الانتصار، وأنّ الأيدي القريبة والبعيدة التي جمعت هذه المتناقضات لن تستمر في
رعايتها فهي استخدمتها لمصلحة مقدّرة لديها ومن ثمّ ستلقي بها عند أول منعطف.