شهدت
منابر الإعلام وعدسات الكاميرات وصفحات المواقع الالكترونية والوسط السياسي
اللبناني سجالاً حاداً بين وزير الخارجية يوسف رجّي من ناحية وبين حزب الله من
ناحية ثانية، وقد بدأ السجال عندما علّق وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي على
كلام الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، حول معادلة "جيش
وشعب ومقاومة"، وقال :"يستطيع أن يقول ما يشاء إنما الشعب اللبناني لم
يعد يريد هذه الثلاثية الخشبية، إنتهى".
وأكد رجّي
في حديث لصحيفة "القدس العربي"، على أن "الدولة اللبنانية لا تفاوض
على سيادتها"، واصفاً حزب الله بـ"التنظيم المسلح الخارج عن القانون
وبأنه ليس شرعيا" ،متوجها اليه بالقول: "سلم سلاحك وشكل مع مناصريك حزبا
سياسيا عاديا مع العقيدة التي تريدون".
واعتبر
رجي " أن التهجم عليه سببه أنهم "لا يريدون أن تتم حصرية السلاح في
البلد مهما كان"، وقال :"مهما قلت يريدون التهجم لا لسبب بل لأن ما
أقوله لا يعجبهم". وإستطرد مستعيناً بالمثل اللبناني "عم يحكوا الجارة
حتى تسمع الكنّة"، حتى لا يفكر أحد بتخطيهم لا رئيس الحكومة ولا رئيس
الجمهورية".
في المقابل
ردّ عضو كتلة الوفاء للمقاومة إبراهيم الموسوي في تصريح له على كلام رجّي فاعتبر
أنّهم يقدّمون له الذهب فيستبدله بالخشب، قائلًا: "يا حضرة معالي وزير
الخارجية، أنا أنصحك أن تذهب إلى معالي وزير الداخلية واسأله، ربّما تتنوّر
قليلاً، عندما تقول إن الشعب لا يريد هذه المعادلة الخشبية. اسأله عن أيّ شعب
تقصد؟ الشعب الذي مشى في موكب تشييع سيّد شهداء الأمّة؟ أنت تتحدث عن مئات الآلاف
من أطياف الشعب اللبناني؟ هذا هو الشعب الذي تعنيه؟ أو أي شعب بالتحديد؟ عن أي
شعب تتحدث يا وزير الخارجية؟ عن الشعب الذي أمضى بدمه قبل حبره على الانتخابات
البلدية ليؤكد على هذه المعادلة؟ من المفيد جدًا لك أن تحدد أيّ شعب. هذا
الكلام الذي يُلقى من مسؤولين ليسوا بمسؤولين، لأنه من المؤسف جدًا، بل من المعيب
والمخزي أن يصدر مثل هذا الكلام عمّن أُنيطت به مسؤولية الدبلوماسية، ومسؤولية
الدفاع عن هذا الوطن. هذا كلام لا يليق أبدًا بموقع رئيس الدبلوماسية اللبنانية
ووزير خارجية لبنان".
وتابع
"كنّا نود لو أننا نسمع منه، ويودّ الشعب أن يسمع منه، كلامًا عن الاحتلال
الإسرائيلي، وعن العدوان الإسرائيلي، وعن الاغتيالات اليومية الإسرائيلية. لكنه
لا يرى إلا المقاومة وشعب المقاومة. شيء غاية في العيب والخزي. وأيضًا لأنه ينسب
نفسه إلى مرجعيات في هذا البلد، فليتفضل ويستقي قليلًا من حكمة هذه المرجعيات،
ولا يُلقي كلامًا يؤدي إلى استفزاز الناس، واستفزاز دماء الناس وكرامات الناس.
وإذا كنت تتحدث عن أن الدولة لا تفاوض على سيادتها، عظيم. الدولة صاحبة الكرامة
لا تفاوض على سيادتها مع العدو، وليس مع شعبها، لأن الشعب هو مصدر السيادة، وهو
مصدر السلطات، فقط حتى نذكّرك بالديمقراطية. علينا أن نتعلّم أكثر فأكثر، حكمة
ومعرفة وفهمًا وطريقة مخاطبة الناس واحترامًا لمكوّنات البلد".