في خطوة سياسية مهمة، انتُخب صباح اليوم المهندس ماجد خضر
ترو رئيساً لاتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي، بينما شغل رئيس بلدية ظهر المغارة
السيد طلعت داغر منصب نائب الرئيس، وذلك خلال جلسة انتخابية في قائمقامية الشوف.
جاء هذا الانتخاب
ثمرة توافق سياسي واسع وغير مسبوق جمع قوى أساسية في المنطقة، أبرزها تيار المستقبل،
الحزب التقدمي الاشتراكي، والجماعة الإسلامية.
شكل هذا التوافق مثالاً نادراً على الوحدة، حيث اجتمعت الإرادات
السياسية على مصلحة الإقليم وتوحيد الجهود التنموية.
تبلور هذا التوافق بعد سلسلة لقاءات مكثفة، كان أبرزها اجتماع
في دارة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، بحضور ظافر ناصر، ماجد ترو، محمد
سعيد عويدات، ميلار السيد، ووليد سرحال. وجاءت هذه الاجتماعات بعد تنسيق سابق في مقر
الحزب التقدمي الاشتراكي في المصيطبة لتوحيد الرؤية وإعداد الأرضية المناسبة.
وبرزت الجماعة الإسلامية كشريك رئيسي في هذا الإنجاز، إذ
أكدت مصادر قيادية داخلها دعمها لتولي السيد ماجد ترو رئاسة الإتحاد، معتبرة أن المرحلة
تتطلب تعاوناً يتجاوز الحسابات الضيقة. وأشاد أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي،
ظافر ناصر، بالدور الذي لعبته الجماعة، واصفاً إياها بأنها "عنصر توازن واستقرار"
ساهمت في بناء أجواء الثقة بين الأطراف.
كما أثنى النائب بلال عبد الله على موقف الجماعة الإسلامية،
مشدداً على التزامها بالعمل المشترك لما يخدم مصلحة الإقليم، معتبراً التوافق علامة
على نضج سياسي ينعكس إيجاباً على التنمية المحلية.
كما لعب محمد سعيد عويدات، عضو مجلس بلدية شحيم، دوراً مهماً
بإعلانه عدم ترشحه لرئاسة الاتحاد، خطوة لاقت ترحيب الجميع وأسهمت في تعزيز وحدة الصف
والتماسك الاجتماعي والسياسي في الإقليم.
يأمل الجميع أن يشكل انتخاب ماجد ترو بداية لمرحلة جديدة
من العمل البلدي الفعّال، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية التي تواجه البلديات
في لبنان. ويرى مراقبون أن هذا التوافق يعكس وعيًا جماعياً نادرًا بأهمية العمل المؤسساتي
بعيداً عن الانقسامات، من أجل تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تخدم كافة بلدات الإقليم
بلا تمييز.