أقدم 30 مسلحاً
من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم عند مدخل كهف في شمال العراق في خطوة أولى رمزية
تحمل الكثير من الدلالات لإنهاء الصراع المسلّح مع تركيا، وإنهاء تمرد استمر عقوداً
من الزمن.
وظهر في المراسم
مسلحون نصفهم من النساء، وهم يصطفون لوضع بنادق هجومية من طراز إيه.كيه-47 وأسلحة
أخرى وأحزمة حمل الذخائر في مرجل رمادي كبير.
وفي وقت لاحق، تم إشعال النار في البنادق
السوداء الموجهة نحو السماء، بينما كان مسؤولون أكراد وعراقيون وأتراك يتابعون
المشهد من مكان قريب.
وتأتي هذه الخطوة الرمزية استجابة
لقرار اتخذه حزب العمال الكردستاني إنهاء الصراع المسلّح مع تركيا والدخول في
عملية نضال سياسي ديمقراطي، وبناء لقرار اتخذه زعيم الحزب عبد الله أوجلان المعتقل
في تركيا منذ تسعينات القرن الماضي.
كما تأتي
هذه الخطوة من الحزب تتويجاً لمسار طويل من المباحثات الشاقة مع الحكومة التركية
برئاسة حزب العدالة والتنمية وزعيمه رجب طيب أردوغان الذي أخذ على عاتقه الدخول في
عملية سلمية مع العمال الكردستاني.
هذا وقد أشاد الرئيس أردوغان بالمراسم الأولى التي أحرق
خلالها مسلحون من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم في شمال العراق، ووصفها بأنها
"خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب".
وقال أردوغان الذي بادرت حكومته إلى بدء عملية سلام مع
حزب العمال الكردستاني "آمل أن تكون الخطوة المهمة اليوم نحو تحقيق هدفنا
المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب، مباركة"، مضيفا "اللهم وفقنا في
تحقيق أهدافنا لأمن وطننا... وإحلال السلام الدائم في منطقتنا".
هذا ونقلت بعض المصادر المواكبة لعملية السلام بين العمال
الكردستاني والحكومة التركية أنّ هذا المسار سيتوّج بإطلاق سراح أوجلان والسماح له
بممارسة العمل السياسي وقد يلقي خطاباً أمام البرلمان التركي يتضمّن التعهد
بالتخلّي النهائي عن النضال المسلّح.