وصف رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير
جعجع، اللّحظة الرّاهنة في لبنان، أنّها "لحظة دقيقة وخطرة ومؤلمة ودمويّة"،
موضحًا أنّها "لحظة دقيقة وخطرة، لأنّها يمكن أن تتدحرج إلى ما هو أسوأ من
ذلك، كما أنّه يمكن أن نستدرك الوضع إذا تصرّفنا كما يجب. وهنا نقطة خلاف أساسيّة
مع محور "الممانعة".
جعحع أشار في مقابلة مع قناة "القاهرة
الإخباريّة" على "أنّنا جميعًا متّفقون على توصيف إسرائيل، وهذا شيء
طبيعي لا خلاف عليه بين أي أحد وآخر، لكنّ السؤال الأهم الّذي يغيب عن أذهانهم هو:
ماذا يجب أن نفعل لتجنّب هذا الشرّ؟ هذا هو السّؤال الكبير".
وردًّا على قول "حزب الله" ورئيس مجلس النّواب
نبيه بري إنّهما التزما باتفاق وقف إطلاق النّار في 27 تشرين الثّاني 2025، فيما
تُتّهم إسرائيل بعدم الالتزام، قال جعجع: "إسرائيل لم تلتزم باتفاق، هذا
صحيح. أمّا أنّهم التزموا هم بالاتفاق، فهذا خطأ. فاتفاق وقف إطلاق النّار موجود،
وفي كثير من بنوده ينصّ على أنّه على لبنان أن يقوم بحلّ كلّ التنظيمات العسكريّة
والأمنيّة غير الشّرعيّة، وأن يصادر سلاحها ويضعه لدى الجيش اللبناني. هذا هو
الشقّ المتعلّق بلبنان. أمّا الشق المتعلّق بإسرائيل، فهو الخروج من لبنان وعدم
الاعتداء". وخلص إلى أنّ "لا "حزب الله" نفّذ ما كان عليه أن
ينفّذه، ولا إسرائيل بالتالي. هنا المشكلة من جديد".
وذكر أنّ "الولايات المتحدة الأميركيّة وفرنسا
كانتا تشرفان على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنّ "حزب الله" لم
ينفّذ ما عليه، فأصبحت لدى إسرائيل حرّيّة حركة كما تريد. والأميركيّون
والفرنسيّون يقولون: عندما يقوم "حزب الله" بتنفيذ ما عليه، نقول نحن
للإسرائيليّين أن يخرجوا من لبنان وأن يوقفوا اعتداءاتهم".
جعجع أضاف : ما تزال المشكلة قائمة: "حزب
الله" لم يقم بما كان عليه القيام به، وهو حلّ أجنحته العسكريّة والأمنيّة
والتحوّل إلى حزبٍ سياسيّ بهذه الوساطة".
جعجع كشف أنّ ما توفّر لديه من معلومات تشي أنّ الاتّجاه
هو نحو التصعيد. إلى أيّ حدود سيصل التصعيد؟ هل هو عبارة عن مزيد من الضّربات وفي
العمق أكثر وأكثر؟ أم مزيد من الضّربات مع غارات هنا وهناك، ومع إنزالات هنا
وهناك؟ لا أدري. هل هو نوع من اجتياحٍ بريٍّ جزئيّ أم لا؟ لا أعرف. لكنّي أعرف
شيئًا واحدًا، هو أنّ الأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر فأكبر". وعمّا إذا كانت
مخاوف الشّارع من وجود نيّة للتصعيد أو إمكان حصوله مبرَّرة؟، أجاب:
"صحيح".
جعجع لم يعارض أن يحتفظ أفراد حزب الله ببنادق فردية في
منازلهم كغيرهم من أفراد الشعب اللبناني، غير أنّه رأى أنّ "الأهمّ هو حلّ
التنظيم العسكري، وهنا تكمن المشكلة. فهذا التنظيم العسكري لديه قادة مناطق، وقادة
مجموعات، وقادة ميدانيّون وعسكريّون، ولديه سلاح إشارة، وسلاح مسيّرات، وغير ذلك
الكثير… يجب حلّ هذا التنظيم العسكري، وتبعًا لذلك تبدأ تفاصيل جمع السّلاح
والتخلّص منه، وصولاً إلى أين؟ وصولاً إلى السلاح الفردي، لأنّ كثيرين من أبناء
الشعب اللبناني لديهم سلاح فردي لا أكثر".