نداء إلى أهلنا في عكار وشمال لبنان .. إلى متى؟ وماذا بعد؟
شباط 09, 2025

د. عثمان عثمان *

لا شك أن السُنّة في لبنان يعيشون أسوأ أيامهم، وما جرى في الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة لم يكن مجرد إقصاء سياسي عابر، بل هو استهتار ممنهج بمكونٍ أساسي من مكونات الوطن، واستكمال لمسار طويل من التهميش والتفكيك والاستفراد.

كتل نيابية سُنّية أُهملت وكأنها غير موجودة، ومناطق بأكملها حُرمت من التمثيل الوزاري وكأنها خارج الجغرافيا السياسية للبلاد، فيما تستمر الزعامات التقليدية في تقديم الولاءات، لا لأهلها، بل لمن يحفظ لها الكرسي والمكاسب، ولو كان الثمن كرامة الطائفة ومستقبلها!

وهنا، لا بد من طرح الأسئلة التي لم يعد يجوز الهروب منها:

• إلى متى سنبقى نُصفّق لزعامات لا تعرف من السُنّية إلا اسمها، ولا تتذكر جمهورها إلا عند الحاجة إلى أصواته؟

• إلى متى سنعيش على ردّات الفعل المؤقتة، نغضب أيامًا ثم نعود إلى البيوت وكأن شيئًا لم يكن؟

• إلى متى سنسمح للزعيم أن يخدعنا مرة بعد مرة، ونحن نعلم أنه لا يرى فينا إلا وقودًا لطموحاته الشخصية؟

• متى سنصحى من حالة الإنكار التي جعلتنا نُلدغ من نفس الجُحر مرارًا، ولا نتعلم؟

نحن أمام استحقاقين مفصليين:

oالانتخابات البلدية

oالانتخابات النيابية

وهنا السؤال الأهم:

هل سنحسن الاختيار هذه المرة، ونقلب الطاولة على منظومة الفساد التي امتصت أرزاقنا وأحلامنا؟

هل سنكسر السلم الذي يتسلقون به على ظهورنا للوصول إلى كراسيهم؟

القرار بيدنا نحن…

إما أن نكسر قيد العبودية السياسية ونصنع تغييرًا حقيقيًا،

أو نبقى نبكي على الأطلال، نشتم اللص بعد أن سرق الإبل… وتركنا حفاةً بلا وطن!


* إعلامي ومقدّم برنامج الشريعة والحياة في قناة "الجزيرة"

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".